أنواع سرطان الأطفال وأسبابه

سرطان الأطفال: أنواعه وأعراضه وطرق الوقاية منه

يعتبر سرطان الأطفال من أبرز التحديات التي تواجه العديد من الأسر حول العالم. ورغم أن السرطان من الأمراض التي ترتبط بشكل أساسي بالكبار، إلا أن الأطفال لا يسلمون من الإصابة بهذا المرض اللعين. ورغم ندرة هذه الحالات مقارنة بالبالغين، فإن السرطان في الأطفال يتسم بخصوصيات عديدة، تتطلب فهماً عميقاً لماهية هذه الأنواع من السرطانات، وكيفية التعامل معها بشكل علمي وعملي. في هذا المقال، سيتم التطرق إلى الأنواع المختلفة لسرطان الأطفال، أعراضه، وأسباب ظهوره، بالإضافة إلى استراتيجيات الوقاية وطرق التعامل معه.

أنواع سرطان الأطفال

من المهم أولاً تحديد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا التي يصاب بها الأطفال. تختلف أنواع السرطان في الأطفال بشكل كبير عن البالغين من حيث الخصائص والأعراض، لكن هناك بعض الأنواع التي يتم تشخيصها بشكل متكرر. فيما يلي بعض من أبرز الأنواع:

1. اللوكيميا (سرطان الدم)
   يُعتبر اللوكيميا أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال. ويشمل هذا النوع من السرطان خلايا الدم البيضاء التي تهاجم النخاع العظمي وتؤثر على قدرة الجسم على إنتاج خلايا دم سليمة. من أنواع اللوكيميا التي يصاب بها الأطفال بشكل شائع:

   • اللوكيميا اللمفاوية الحادة (ALL): وهي الأكثر شيوعًا في الأطفال.

   • اللوكيميا النقوية الحادة (AML): يصيب الأطفال بنسبة أقل من اللوكيميا اللمفاوية.

2. الأورام الدماغية
   تعد الأورام الدماغية من الأورام الأكثر شيوعًا في الأطفال، وتشمل أنواعًا مثل الأورام العصبية والشوك العصبي. يمكن أن تختلف هذه الأورام في حجمها وموقعها، وتؤثر على وظائف متعددة في الجسم اعتمادًا على مكان الورم في الدماغ.

3. سرطان الغدد اللمفاوية (ليمفوما)
   الليمفوما هي مجموعة من السرطانات التي تؤثر على الجهاز اللمفاوي، وتُعد من أكثر أنواع السرطان التي تُصيب الأطفال بعد اللوكيميا. يمكن أن تكون الليمفوما نوعين رئيسيين:

   • اللمفوما الهودجكن، التي تكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال.

   • اللمفوما غير الهودجكن، التي قد تكون أكثر تعقيدًا في تشخيصها وعلاجها.

4. الأورام الصلبة (مثل الأورام العصبية والورم العصبي)
   الأورام العصبية هي نوع آخر من السرطان الذي يصيب الأطفال، ويشمل الأورام العصبية التي تنشأ في الجهاز العصبي. الورم العصبي يشمل الأورام العصبية المنتشرة في مناطق مختلفة من الجسم مثل الغدة الكظرية والأعضاء الأخرى.

5. سرطان الكلى (الورم الكلوي)
   من أبرز الأورام التي تصيب الأطفال هو الورم الكلوي (Wilms tumor)، وهو نوع من السرطان الذي يصيب الكلى في الأطفال ويعتبر من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الأطفال الأقل من خمس سنوات.

6. سرطان العظام (أورام العظام)
   تشمل أورام العظام في الأطفال أورامًا مختلفة مثل الورم العظمي العظمى وأورام العظام الأكثر شيوعًا مثل “أوستيو ساركوم” الذي يصيب الأطفال بشكل أكبر في سن المراهقة.

أعراض سرطان الأطفال

تختلف أعراض السرطان عند الأطفال بشكل كبير حسب نوع السرطان ومكانه في الجسم، لكن هناك بعض الأعراض التي قد تكون مؤشرًا على وجود مرض السرطان. من المهم للأهل معرفة هذه الأعراض ومراقبة أطفالهم بشكل دقيق. تتضمن الأعراض الشائعة:

1. الضعف العام والتعب المستمر: غالبًا ما يشعر الأطفال المصابون بالسرطان بالتعب الشديد والضعف العام حتى بعد الراحة الكافية.

2. فقدان الوزن غير المبرر: يعاني بعض الأطفال المصابين بالسرطان من فقدان مفاجئ وغير مفسر للوزن.

3. آلام في العظام أو المفاصل: قد تكون آلام العظام أو المفاصل من الأعراض المبكرة لبعض أنواع السرطان، مثل الأورام العظمية أو الأورام الدماغية.

4. تورم العقد اللمفاوية: يمكن أن يكون تورم العقد اللمفاوية، خاصة في منطقة الرقبة أو الإبطين، دلالة على الإصابة بالسرطان.

5. النزيف أو الكدمات غير المبررة: قد يعاني الأطفال المصابون باللوكيميا أو السرطانات الأخرى من نزيف غير طبيعي أو ظهور كدمات دون أي إصابة واضحة.

6. تغيرات في الجلد أو ظهور طفح جلدي: ظهور طفح جلدي أو تغيرات في الجلد مثل الجروح التي لا تلتئم قد تكون علامة على سرطان الجلد.

7. مشاكل في التنفس أو السعال المستمر: إذا كان الطفل يعاني من سعال مستمر أو مشاكل في التنفس، فقد يكون هذا دليلاً على إصابته بسرطان الرئة أو الأورام العصبية.

8. الحميات المتكررة: إذا كان الطفل يعاني من حمى مستمرة دون سبب واضح، فقد يكون هذا أحد الأعراض المصاحبة لبعض أنواع السرطان مثل اللوكيميا.

أسباب سرطان الأطفال

لا تزال الأسباب الدقيقة للإصابة بالسرطان عند الأطفال غير مفهومة تمامًا، لكن الأبحاث الحالية تشير إلى بعض العوامل التي قد تلعب دورًا في تطوير السرطان في مرحلة الطفولة. تتضمن هذه العوامل:

1. الوراثة والعوامل الجينية: هناك بعض العائلات التي تكون فيها الجينات مسئولة عن زيادة خطر إصابة الأطفال بالسرطان. بعض الحالات الوراثية مثل متلازمة داون والوراثة الجينية لسرطان الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

2. التعرض للإشعاع: التعرض للإشعاع مثل العلاج الإشعاعي لأمراض أخرى قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لاحقًا في الحياة.

3. العوامل البيئية والتعرض للمواد الكيميائية: قد تؤدي المواد الكيميائية السامة أو السموم البيئية إلى تطور الأورام في الأطفال. التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.

4. التعرض للفيروسات: بعض الفيروسات مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) قد تكون مرتبطة ببعض أنواع السرطان في الأطفال.

طرق الوقاية من سرطان الأطفال

فيما يتعلق بالوقاية من سرطان الأطفال، لا توجد طرق معروفة للوقاية بشكل مطلق من الإصابة بسرطان الأطفال، لكن هناك بعض التدابير التي يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر.

1. التغذية السليمة والرياضة: الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن من خلال تغذية سليمة ومتنوعة وغنية بالفيتامينات والمعادن يعد من الإجراءات الوقائية الهامة التي يمكن أن تساهم في تقوية جهاز المناعة وتقليل المخاطر.

2. الحد من التعرض للإشعاع والمواد السامة: من الضروري التقليل من التعرض للإشعاع الضار، خاصة في حالات علاج السرطان. كما يجب الحرص على الحد من تعرض الأطفال للمواد الكيميائية السامة في البيئة المحيطة.

3. التطعيمات: بعض اللقاحات مثل لقاح الورم الحليمي البشري (HPV) يمكن أن يساهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان التي قد تؤثر على الأطفال في المستقبل.

4. المتابعة الطبية المبكرة: في حال وجود تاريخ عائلي للسرطان، يمكن أن يساعد الفحص الطبي المبكر والتشخيص في وقت مبكر في تحسين فرص علاج المرض.

5. التقليل من التدخين في المحيط: التدخين هو عامل خطر مهم قد يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الأطفال. تجنب التدخين داخل المنزل أو بالقرب من الأطفال يعد خطوة هامة في تقليل المخاطر.

الخاتمة

على الرغم من أن سرطان الأطفال يعتبر مرضًا نادرًا في معظم الأحيان، إلا أنه يتطلب اهتمامًا خاصًا من قبل المجتمع الطبي والعائلات. مع التقدم العلمي، أصبح هناك أمل أكبر في علاج العديد من أنواع السرطان التي تصيب الأطفال، حيث يمكن أن تساعد العلاجات الحديثة مثل العلاج الكيميائي والعلاج المناعي في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة. علاوة على ذلك، تظل الوقاية من السرطان أمرًا حيويًا، حيث يتطلب الاهتمام بالعوامل البيئية والنمط الحياتي السليم دورًا كبيرًا في الحد من خطر الإصابة.